قصة إبن زينة

إبن زينة قصة واقعية

إبن زينة هي قصة رعب وغموض تستند إلى أحداث حقيقية حدثت لطالب في الثانوية. تتبع القصة الطالب وهو يحاول تجميع ما حدث له بعد أن تواصل مع جارته. القصة مليئة بالتشويق وستبقيك على التخمين حتى النهاية.

إبن زينة – بداية القصة

من عدة شهور سكن في العمارة التي نسكن بها امرأة في الثلاثينات من العمر تقريبا، كنت الاحظ في هذه المرأة شئ غريب لعدة أسابيع ، عندما أنزل أو أطلع لشقتي من على السلم، واصل الي الدور التي تسكن فيه المرأة أجدها تفتح الباب، قلت لنفسي عادي يمكن مصادفة.

 

لكن عندما شاهدت ماذا تفعل تأكدت أن الموضوع ليس مصادفة إطلاقاً، مثلا من الأشياء التي كانت تفعلها، انها تنظر إلي وتبتسم، أو أنها مثلا تعمل نفسها مش شيفاني وتروح تخبط جسمها فيا! كنت ببص عليها وابتسم لها واطلع الشقة بعدها.. 

 

في الاول خليني اعرفكم بنفسي … 

 

انا ساهر , ف تالته ثانوي , وعايش مع امي , ابويا متوفي من وانا صغير يعني موعتش عليه.. حياتي عادية جدا , من اسرة بسيطة جدا وامي ست بيت زي اي ام … 

 

جاربتنا دي كنت بطنشها دايما ومش بديها أي اهتمام لحد ما جه اليوم ده، كنت راجع من عند واحد زميلي كنت مفهم امي اني رايح اذاكر معاه، لكن في الحقيقية قعدنا نلعب بلايستيشن، وكان في ماتش للأهلي والزمالك.

 

على ما خلص الماتش كانت الساعه عدت ١٠ بليل، اخدت بعضى وروحت البيت، وعلى ما وصلت كانت الساعه ١١ ونص، طلعت درجات السلم، وقبل ما اوصل للدور اللي قبل الدور اللي ف شقتنا، سمعت صوت باب بيتقفل، كانت شقة الست جارتنا الجديدة، لقيتها واقفه عند الباب وكان مقفول، شكلها كده مش عارفه تدخل، المهم عديت ولا حطيت اي اهتمام ليها، كملت مشي ولسه هحط رجلي ع درجة السلم لقيتها بتنادى عليا وبتقولي بكل ميوعه ودلع:

 

– يا استاذ ساهر بعد إذنك انا نسيت المفتاح جوه ومش عارفه افتح الباب، ممكن تفتحه لي؟

 

– حاضر تحت امرك، هطلع بس فوق اجيب اي حاجة افتح بيها الباب.

 

قلتلها كده وطلعت الشقة، لقيت امي نايمة، فدخلت المطبخ، جبت مفك من الدرفة اللي فيها العدة، ونزلت لها، كانت مستنياني تحت، بدأت ادخل المفتاح عند لسان الكالون، واخبط بأيدي، خبطه والتانية والباب اتفتح… 

 

بعد ما فتحت لها الباب شكرتني:

 

– متشكره جدا ليك يا استاذ ساهر، مش عارفه والله لو مكنتش موجود ساعتها كنت هدخل ازاي.

 

– لا متشكرنيش احنا جيران، انتي ممكن تقفلي الباب بالترباس على ما تصلحي الكالون اللي باظ ده، يالا استأذنك انا بقى.

 

اول ما استاذنتها أن اطلع شقتي، لقيتها بتقولي:

 

– لا لا ازاي.. لازم تدخل تشرب حاجة.

– مش هينفع اسف لان امي لوحدها.

 

اصرت ان لازم ادخل:

– طب انت اتعشيت؟

– اكيد امي سيبالي الاكل جاهز قبل ما تنام

 

هي ما ردتش عليا حتى، في وقتها كنا بنتكلم واحنا جوه والباب كان مفتوح، فهي راحت قفلته مرة واحدة! وبعد ما قفلته قالتلي:

 

– لا انت لازم تتعشى معايا.

– والله مش هينفع مش عايز بس اتعبك معايا.

 

سابتني واقف ومردتش عليا حتى، فعرفت اني خلاص اتدبست ولازم اقعد اكل، المهم هي بعدها بشوية خرجت وكانت لابسه لبس مينفعش يتلبس غير لاتنين متجوزين! يكفي ان أقولكم كده بس! وكان في ايديها صنية عليها اكل.

 

 احنا محطيناش لقمه في بوقنا، لانها حطت الصينيه وانا فضلت مبلم على منظر لبسها، وللاسف حصل اللي حصل! اتنين لوحدهم وباللبس اللي هي لابساه ده يبقى اكيد الشيطان تالتهم! وغير كده انا اول ما شوفتها باللبس ده انصدمت، اول مره اشوف حاجة زي كده! 

 

كانت اول تجربة ليا ومكانتش الاخيرة! ايوة مكانتش الاخيرة كنت بنزل كل يوم بليل بعد الساعة واحدة، بعد ما تكون امي راحت في النوم، واروح بعدها ل شقة ( زينا) هي كانت اسمها زينا كانت حرفيا قمة في الجمال، مهما اوصف في جمالها مش هعرف! شهر كامل كنت كل يوم بنزلها وبيحصل ما بينا علاقة كاملة!…

 

مش هكدب عليكم التجربة كانت غريبة جدا بالنسبة لي، انا لسه شاب مراهق ودي اول تجربة ليا فحسيت بنشوة غريبة اول مره احسها، هو اه انا بعاكس بنات، وبمشي معاهم، وبنتكلم كتير مع بعض، لكن أن يحصل ما بينا تجربة زي اللي حصلت مع ( زينا) ده اول مره اجربه!..

 

بس مكنتش اعرف ان التجربة دي هتكون سبب تعاستي!

 

زي العادة نزلتلها بليل الساعه واحدة، خبطت خبطتين براحة جدا، وهي بعدها بدقائق فتحت الباب ودخلت بسرعه قبل ما حد يشوفني، اول ما دخلت لها قالتلي:

 

– في حاجة مهمة لازم تعرفها يا ساهر؟

وشها كان مخطوف وباين ان في مصيبه حصلت، فقلت لها:

– في إيه؟

– ساهر انا…. انا…. حامل!

 

برقت بعيني وانا بسمع الكلمة دى، كلمة ( انا حامل يا ساهر) نزلت عليا زي الجبل اللي بينزل على البني آدم، تخيل انت ان جبل ينزل على بني آدم هيعمل فيه ايه! فقلت لها بتوتر:

 

– حامل! ازاي يعني حامل؟ 

– انت بتسألني حامل ازاي؟ ما تسأل نفسك ولا انت نسيت اللي بينا!

-طب والحل، هنعمل ايه دلوقتي؟ 

-الحل انك تتجوزني طبعا!

 

اتجوزها! انصدمت لما قالت لي كده، حاولت ان اهدي نفسي واتكلم بثبات عشان متحسش اني اتهزت من كلامها:

– اتجوزك ازاي يعني،انسي ان يحصل جواز، الطفل ده لازم ينزل.

 

اول ما قلتلها كده لقيت صوتها علي وبدأت تردحلي:

– نعم يا حبيبي، لا يابابا فوق كده واعدل كلامك! العيل ده ابنك انت وعليا الحرام ما هسيبك وهفضحك قدام أمك لو ما اتجوزتيش!

 

شدينا مع بعض، اتعصبت وسبت الشقة وطلعت فوق، طلعت عشان اهدى واعرف افكر هتصرف في المصيبة دي ازاي، وبعد ساعه نزلتلها فعلا، نزلت ولقيت باب الشقة كان متوارب، دخلت عشان جوه اشوف ( زينا) مرمية على الأرض، ولما قربت عليها اكتشفت انها بتنزف دم من رأسها، وطيت وشوفت النفس، وطلع انها قطعه النفس! يعني هي ماتت!

 

انصدمت من اللي حصل، قومت وفضلت ماشي جي وابص لجثتها، كنت مخضوض من اللي حصل، ومخضوض اكتر ان البس الليلة! فهنا قولت لازم امسح كل بصماتي عشان ميكونش في حاجة عليا، فعلا مسحت كل بصماتي وبكل هدوء خرجت من الشقة….

 

طلعت شقتنا ودخلت الاوضة، معرفتش انام، مية فكره بتجي في راسي، بس قلت لنفسي اهدى كده، مش انت كنت عايز ان المشكلة تتحل وما اتفضحش، واديها ماتت خلاص، وخلصت منها ومن اللي في باطنها ، بس لحظة هو مين اللي قتلها؟!

 

 مش مهم مين، انا طبعا ما قتلتهاش، حرامي دخل كسر الباب وبعد ما سرقها هرب! وادي كمان الكالون متكسر، والباب كمان من عند الكالون مكان الدق بالمفك باين عليه انه متكسر، وده خدمني جدا!…

 

فضلت افكر كتير ف اللي حصل لحد ما النوم غلبني، نمت وصحيت على صوت امي وهي بتهزني جامد وبتقولي بصوت عالي:

 

– اصحى يا ساهر، شوفت اللي حصل، زينا جارتنا اتقتلت والشرطة تحت ماليه الدنيا!

حاولت اثبت ومبينش حاجة، فعملت نفسي مصدوم من اللي حصل، لكن انا اصلا من جوايا مرعوب:

– يا نهار أسود اتقتلت!

 

كنت بقول كده وانا مصدوم! بس مش هكدب عليكم اني خفت، وخفت اوى كمان، الدم هرب مني خوفا أن يجوا دلوقتي يحققوا معايا، وان مقدرش أثبت قدامهم، فاعترف بكل حاجة! امي لاحظت هي كمان فلقتها بتقولي:

– مالك في ايه؟ ده جسمك متلج!

 

رديت عليها بثبات:

– انتي بتسألني فيه ايه يامي، في جريمة قتل حصلت في الشقة اللي تحتنا وده مرعب جدا!

 

– عندك حق يبني والله، ده حتى الجيران عمالين يقولوا انها كان ليها عشيق، شخص شكله كان غريب عن المنطقة، وكان بيجلها الشقة في اوقات متفاوته، يعني مره يجي واحدة بعد نص الليل ومره يجي بعد الساعه ٩، يالا اهي ماتت وبلاش بقى نجيب فسرتها كتير.

 

كلام امي طمني و خلاني اتأكد ان الشرطه مش جيالي انا، وان في اصلا ليها عشيق، وممكن جدا اللي في باطنها ده ابنه مش ابني انا!

 

مر اسبوع على اللي حصل، خلاله، اتعملت بشكل طبيعي عشان ما الفتش نظر حد عليا وان ابان ان عارف حاجة عن الحادث أو متورط بشكل ما، بروح مدرستي عادي وبنزل لزميلي زي ما متعود، كمان خلال الأسبوع ده، جالي حد من الشرطة عشان ياخد اقوالي في حادث قتل ( زينا) هيسألني عن علاقتي بيها زي ما سأل العماره كلها.

 

حاولت ان اكون ثابت قدام الظابط وانا بتكلم، كل كلمه تخرج مني تكون محسوبة ومن غير تفكير كتير عشان ما اسرش شكوك حوليا.

 

الظابط سألني عن علاقتي ايه بجارتي ( زينا) ردي كان أن العلاقة بينا علاقة جيران ببعض، يعني لما بصادف ان اقابلها برمي عليها السلام وخلاص، وسألني كمان لو كنت ملاحظ حاجة غريبة بتحصل في شقتها، زي مثلا حد بيتردد عليها او ف اي مشاكل ما بنها وبين حد، قلت له أنا معرفش حاجة عن حياتها وملاحظتش حاجة ملفتة للنظر.

 

الظابط خلاص معايا ومشي… مش عارف ازاي انا كنت ثابت كده قدام الظابط وحتى ما اتلجلجتش، كل كلمه كانت بتخرج مني كانت محسوبة وكان الرد سريع، عشان ميلاحظش ان بفكر ف اجابة وبكده يتكشف ان مخبي حاجة، عدى الحمد الله التحقيق اللي كنت شايل همه جدا….

 

انا مكنتش مبين اي حاجة من تصرفاتي، كنت بتعامل بشكل طبيعي جدا، لكن انتم عارفين قلب الام بيحس لو بتغيير بسيط جدا على ابنها بتقفشه ع طول، وفعلا امي كشفت اني متغير شوية، فجتلي في يوم سألتني واحنا بناكل:

 

– فيك حاجه يا ساهر يا ابني ملاحظاك دايما سرحان ولا كأن في موضوع شغلك؟

– لأ يا امي انا كويس مافيش حاجة.

– عليا انا برضه، انت ع طول سرحان، ومبقتش تخرج كتير زي ما انا متعوده، دا انت كنت بتنزل لسامي زميلك وتلزق عنده لحد نص الليل، بقيت ترجع بدري من عنده.

 

يعني عمال احاول ان ملفتش نظر وبرضه امي تقفشني! فهنا قولتلها:

– صدقيني يا امي ما فيش حاجة، هو بس الامتحانات قربت فده مخليني متوتر، وانتي عارفه ان السنة دي انا ف تالته ثانوي.

 

بعد ما خلصنا كلام واكلت، دخلت اوضتي عشان انام، تاني يوم الصبح نزلت رحت المدرسة، وخرجت بعد المدرسة مع سامي زميلي ، ورجعت البيت الساعه 11 ونص مساءً، ده كان اول ليلة اتاخر فيها من يوم جريمة القتل، قلت اتاخر عشان امي ما تركزش معايا… 

 

اول الاسبوع التاني من الحادثة رجعت لحياتي الطبيعية، وخلاص نسيت اللي حصل، بس هي شكلها مانسيتش اللي حصل فيها! هقولكم ليه هي ما نسيتش اللي حصل، عشان في يوم كنت قاعد في اوضتي وماسك الموبايل بتاعي وبكلم ( سامي) زميلي على الواتس أب، كنا بنضحك وبنهزر مع بعض، وفجأة سمعت صوت حاجة بتخشول برة فى الصالة، فقلت لسامي:

 

– سامي خليك معايا ثواني هشوف حاجة واجعلك.

 

خرجت للصاله، و بصيت يمين وشمال، ومكنش فى حاجة، اوضة امي مقفوله، والصوت حتى مبقاش موجود، قلت يمكن امي كانت في الحمام ودخلت الاوضة، رجعت تاني لاوضتي ومسكت التليفون، الغريب بقى ان لقيت التليفون مقفول، فتحته، ومكانش بيفتح!

 

غريبة، انا متأكد ان الموبايل مش فاصل شحن! بس لحظة في صوت همس جاي من السماعه! حطيت بسرعه السماعه في ودني، عشان بعدها اسمع صوتها في التليفون! كان صوت ( زينا) بنفس ميوعته ودلعه، كانت بتقولي ( سااااهر، يا ساهر انا رجعت).

 

فضلت ترددها كتير! رميت التليفون من ايدي من الخضة! تخيل انك تسمع صوت حد والمفروض انه مقتول جايلك من الموبايل، مرعب جدا الموضوع انك حتى تتخيله، ما بال انك تعيشه بقى! 

 

الصوت بدأ يوضح، كانت بتردد اسمي بنفس اسلوب دلعها اللي انا حافظه ( ساهررررر يا ساهررر انا رجعت يا ساهر) فضلت تردد في اسمي كذا مره، من الخضة رميت التليفون من ايدي، رجعت امسك التليفون تاني وحطيت السماعه على ودني، الصوت مكنش ليه وجود، ف قولت لنفسي اكيد متهيألي.

 

بس سمعت صوت كركبه جايه من بره الاوضة، اتحركت وفتحت الباب، صوت الكركبة لسه مستمر، وكان جاي من عند الحمام اللي نوره كان مفتوح، والباب كان مقفول، اتحركت ناحية الحمام، سمعت لما قربت للباب صوت زينا جوه! كانت عماله تغني بدلع، وكانت بتضيف في وسط غناها اسمي! انا طبعا مكانش عندي الجرأه اني افتح الباب، بس هو اتفتح! ولقيتها واقفه جوه وبصالي وهي مبتسمة!

 

خرجت ولاحظت انها ماسكة حاجة في اديها، معقول اللي هي مسكاه جنين! ايوه هو جنين، حتة لحمه حمره! من الخوف والصدمه مقدرتش اتحرك من مكاني، هي قربت عليا، وعملت اكتر شيء مرعب متخيلتش انها تعمله، حدفت الجنين اللي مسكاه عليا! صرخت اول ما عملت كده ووقعت على الأرض، ولما بصيت حواليا ولا لقيت الجنين اللي حدفته عليا ولا لقيت زينا!…

 

قمت من على الأرض وخرجت من الاوضه عشان ادخل الحمام اغسل وشي، يمكن افوق من الكوابيس اللي انا عايشها دي! لما خرجت ولسه كنت هدخل الحمام، لقيت باب الشقة بيخبط، ده مين اللي جايلنا في الوقت ده!

 

رحت افتح الباب، ملقيش حد بره، بصيت يمين وشمال، ومكنش فى حد، بس سمعت صوت خطوات بتنزل من على السلم، اتحركت ورحت عند السلم عشان اشوف مين اللي نازل، ملحقتش اشوف مين، بس سمعت صوت ضحكة انا عارفها كويس اوي!

 

ايوه هي صوت ضحكة زينا، الفضول خلاني انزل، نزلت ورحت لشقتها، لقيت بابه مفتوح والدنيا جوه غرقانه في بحر من السواد، صوت ضحكتها كان جاي من جوه!

 

رجلي خدتنى لجوه الشقة، بمجرد ما دخلت، الباب اتهبد ورايا! بقيت واقف جوه الشقة والجو ضلمة اوي، مش شايف حتى أيدى، بدأت احس بحركات غريبة حوالين مني، غير صوت ضحكة زينا اللي مبيفرقش ودني، حاولت افتح الباب لكنه مكنش بيفتح!

 

في اللحظة دي صرخت لان في ايد سخنه مسكتني من رجلي، اتشديت جامد من الايد دي ووقعت ع الارض، بدأت ان اتسحل، كنت بصرخ والايد عماله تسحب فيا لحد ما وصلتني لاوضة زينا، جوه اوضة زينا كان النور منور مش زي بقيت الشقة مضلمة.

 

شفت زينا من ضهرها، واقفه عند المرايا، وشعرها نازل لحد نص ضهرها، كانت عماله تتمايل بدلع وهي بتغني، وفي وسط الاغنية كانت بتنطق باسمي! لفت وشها عليا، ابشع منظر شفته ساعتها، عنيها بيضا تماما، ووشها كان ماليان بتجاعيد، كان منظرها وحش اوى مش قادر حتى اوصفه، وهي كانت حيه كانت اية في الجمال لكن دلوقتي شكلها مرعب اوي!

 

اتحركت ناحيتي، وانا كنت واقف عند الباب مش قادر اتحرك ولا خطوه لورا، قربت اكتر عليا لحد ما بقى وشها فى وشي، ابتسمت لي ابتسامه شكلها يخوف اوي وبعدها بدأت تكلمني بنبرة صوت غريبة ( مش قلتلك اني مش هسيبك لحظة، انت دلوقتي هتموت يا ساهر).

 

قالت الجملة دي وصرخت صرخة هزت جسمي كله من الخوف! وراحت مدت ايديها ناحية رقبتي وبدأت تخنق فيا جامد، كنت بحاول اشيل ايديها من ع رقبتي لكن مكنتش قادر، نفسي مكنتش عارف اخده، بحارب ان اخده ومش قادر، الدنيا بدأت تسود في وشي ومحستش بحاجة غير لما بصيت حواليا لقيت نفسى واقف قصاد شقتها و الباب كان مقفول! اللي حصلي كان كالعادة كابوس مرعب وهي كانت بطلته!

 

اخدت بعضي بعدها ورحت طالع للشقة، كان الباب مفتوح زي ما سبته، اول ما قفلت الباب لقيت امي طالعه من الحمام! امي طبعا استغربت اني كنت بره في ساعة زي دي:

– كنت فين يا ساهر، ده انت كمان طالع بلبس النوم!.

 

مكنتش عارف اقولها ايه، بس بسرعه جت في بالي كلمه قلتها لها ع طول:

– سمعت صوت الباب بيخبط ولما فتحت ملقتش حد.

– اكيد متهيألك مين هيجلنا الساعدي، ادخل نام يبني.

 

دخلت اوضتي، وفضلت قاعد على السرير مجاليش نوم طبعا، هو حد يجيله نوم في الظروف السودة اللي انا عايشها دي.

 

فضلت سهران افكر في اللي بيحصلي لحد ما غلبني النوم، صحيت الصبح على صوت امي بتصحيني عشان أفطر، قمت وطلعت للصاله عشان افطر، قعدت معاها على السفرة وكنت في ملكوت تاني، عقلي مسيطر عليه المشاهد اللي شوفتها امبارح، فوقت من سرحاني على صوت امي وهي بتقولي:

 

– ايه روحت فين، من ساعة ما قعدت وأنت منطقتش بكلمة وحتى محطتش لقمة في بقك، افطر بسرعة عشان متتأخرش على المدرسة.

– مش هقدر اروح النهاردة يا امي، تعبان شوية بس، هفطر وهروح اكمل نوم.

 

حطت أول لقمة في باطني، واول ما حاطتها مستحملتش، رجعتها على طول! جبت كل اللي في باطني، وكان فيه دم بينزل! باطني بدأت توجعني جامد، مستحملتش الوجع فوقعت بالكرسي لورا!

 

كنت شايف أمي وهي بتصرخ اول ما الكرسي وقع بيا، قامت تجري عليا، وعدلت الكرسي وقعدتني، باطني كانت لسه بتوجعنى جامد، الالم كل مادا بيزيد اكتر واكتر، وقعت تاني ع الارض وفضلت اتمرمغ على الارضيه من شدة الالم، وبعدها محستش بحاجة، اخر مشهد شوفته مشهد زينا وهي واقفه جنب امي وبتضحك!

 

بعدها فتحت عيني لقيت نفسي نايم على السرير وفي دكتور بيكشف عليا، سمعته وهو بيقول لامي:

– لازم يجيلي العيادة بكره عشان في شويه تحاليل هيعملها.

 

الدكتور قال الكلمتين دول ومشي، وانا فضلت طول اليوم نايم على السرير لان كل جسمي كان مهمد ومش قادر حتى ارفع أيدى! تاني يوم الصبح كنا رايحين للدكتور عشان اعمل التحاليل، عملتها، وتاني يوم رحتله عشان يشوف النتيجة، لما شافها قال:

 

– اطمني ابنك مفهوش حاجة، كل وظايف الجسم شغاله بشكل طبيعي، جايز يكون عنده شوية انيميا بس وده هيحتاج شوية فيتامينات ويتغذى كويس.

 

كلام الدكتور طمن امي، بس مطمنيش انا، لان كنت حاسس اني مش مظبوط، جسمي تعبان جدا، مش انا اللي اعرفه خالص! روحنا البيت، واحنا طالعين العمارة قبلتنا جارتنا، امي وقفتها وقالتلها:

 

– ازيك يا ام خديجة، ايه شقة زينا هتفضل مقفولة كدا كتير، مش خلاص بقى كفاية كده قافلة ليها وتتاجر

ردت عليها ام خديجة وقالتلها:

 

– ازاي هتتفتح وتتاجر وصاحبتها موجوده

امي استغربت وانا كمان استغربت جدا من كلامها، صحبتها مين دي، امي سألتها وكان رد جارتنا:

– ايه يا أم ساهر، زينا طبعا، انتي معرفتيش انها ممتتش وفي المستشفى دلوقتي، هي اه في غيبوبة من يوم ما ودوها المستشفى، بس هتتحسن وترجع.

 

كلامها كان صدمة بالنسبة لي، انا متأكد انها ماتت، ده انا شوفت جثتها وهي خارجه من الشقة، مش انا بس اللي شفتها، دي العمارة كلها شافتها، امال كمان مين اللي عمال يظهر لي في كوابيسي، مش شبح زينا برضه! انا مبقتش فاهم حاجة من اللي بتحصل!

 

طلعنا شقتنا انا وامي بعد ما خلصت كلامها مع جارتنا، وبعدها دخلت الاوضة بتاعتي عشان اغير هدومى، شوية وسمعت صوت باب الشقة بيخبط، وامي كانت بتتكلم مع حد برة، كنت سامع كلام امي اللي بتقوله للشخص اللي بره، وكان واضح انه بيسأل عليا لانها قالت له اني جوه، المهم امي دخلت لي الاوضة وقالت لي ان في ظابط عايزني! اتفزعت الظابط اكيد جاي لي عشان حكاية قتل زينا!

 

الظابط ما انتظرش ان اخرج له لاني لقيته جوه اوضتى، قال لامي معلشي يا حجه سبيني مع ساهر شوية، امي كانت مخضوضة، والظابط لاحظ ده ف قالها عشان يطمنها وتخرج:

– متقلقيش احنا هندردش مع بعض شوية.

 

امي خرجت وبقيت مع الظابط لوحدنا في الاوضة، كنت مخطوف وخايف اوي من المقابلة دي، هو فضل صامت شوية، وكان عمال يبص عليا، وبعد دقائق لقيته بيقولي:

 

– بص يا ساهر انا هدخل في الموضوع على طول، احنا لقينا بصمة لشخص غريب في شقة زينا، وكمان لقينا بصمتك انت كمان! فعايزك تهدى كده وتقولي مين الشخص الغريب ده، وتقولي ايه حكايتك مع زينة.

 

انهرت في العياط بعد ما قالي كده، الظابط منطقش بحرف سابني لحد ما هديت، وبعد ما هديت قلتله:

 

– بصراحة يا بيه كان في علاقة ما بيني وبين زينا، وخلفت منها، عرفت انها حامل من قبل ما تتقتل بساعه، شدينا مع بعض وبعدها سبتلها الشقة وطلعت شقتنا، نزلتلها بعد ساعه لما هديت عشان اشوف حل في المصيبة اللي حطيت نفسي فيها، بس والله يا بيه لما نزلت الشقة لقيتها مفتوحة وكانت واقعة وراسها بتنزف دم، مقتلتهاش والله يا بيه.

 

الظابط كان بيسمعني وساكت ولما خلصت كلامي قالي:

– انت هتشرف معانا شوية لحد ما نتأكد من صحة كلامك!

 

لسه كنت هنطق، لقيت الموبايل بتاع الظابط بيرن، فتح المكالمة وقال جملة ( انا جاي حالا) وقفل بعدها، بعدها قالي:

– زينا فاقت، هتيجي معايا تواجها وهناك هنعرف كلامك صح ولا غلط.

 

نزلت مع الظابط ووصلنا المستشفى، دخلنا لاوضة لقيت قدامها اتنين عساكر، لما دخلنا كانت ( زينا) نايمه على السرير ومحلول متعلق، الظابط قرب عليها وقالها:

 

– الدكاترة قالولي انك تقدري تتكلمي، انا الظابط اللي بحقق في جريمة القتل اللي كنتي هتكوني ضحيتها، لولا ما انكتب لك عمر جديد، عايزك تحكيلي اللي حصل، وكمان اكيد عارفه ساهر، هو اللي قتلك ولا حد تاني؟

 

زينا بصت لي لدقائق وبعدها حطت عنيها ع الارض وبدأت تتكلم:

 

– كنت على علاقة مع اخو طليقي! وبعد ما اكتشفت اني حامل وفي الشهر التالت، رفض انه يعترف بالجنين، فهنا مكانش قدامي غير ساهر ان البس له الطفل، شاب مراهق ومتهور وسهل استدرجه! بعد ما العلاقة اللي حصلت بينا بشهر قلتله اني حامل، انصدم طبعا، وكمان رفض يعترف بالجنين وطلب مني زي ما الأول طالبها اني اسقط الجنين.

 

يومها شدينا مع بعض، وساب الشقة بعدها، لما سابني بعدها بساعه لقيت اخو طليقي جايلي، كان منظره يخوف اوي وواضح انه شارب كتير، عمل معايا خناقة وراح زقني ع الارض وبعدها موعتش بنفسي غير وانا موجودة هنا في المستشفى!

– يعني مش ساهر اللي قتلك اصلا ولا اللي في بطنك ابنه.

– ايوة يا بيه ساهر ضحية استدرجته لحد ما وقع في شباكي.

 

حمدت ربنا، اد ايه ربنا كبير، اخدت الحمد الله براءة من التهمة دي، وقدروا يمسكوا الجاني اللي هو اخو طليق زينا، وهو في السجن دلوقتى… وانا رجعت لحياتي من تاني، امي طبعا بعد اللي عرفته، علاقتي معاها مبقتش علاقة ام وابنها!

 

سبنا العمارة ورحنا نسكن في مكان محدش يعرفنا فيه ولا يعرف قصتي، لان بعد اللي حصل نظرات الناس في العمارة اتغيرت خالص، هو انا اه اتبرأت من قتل زينا، لكني مش بريء من التهمة التانية وهي علاقة محرمة معاها! زنا وده ذنب كبير اوي ولا امي سامحتني عليه ولا اهل المنطقه! سبنا العمارة ورحنا سكنا في محافظة تانيه محدش يعرفنا فيها..

 

حاولت كتير ان اصارح امي لكنها كانت بتقابلني بمعاملة سيئة جدا، مش عايزة تسامحني ولا تغفر لي ذنب كبير، ده ربنا بيسامح، بس امي كانت شايفه فيا الابن المثالي اللي مبيغلطش ابدا! هنا قررت بعد يأس انها تسامحني ان انتبه لدراستي، كنت لسه في بداية الدراسة، فقررت ان لازم اجيب درجة عالية، اتفوق عشان تكون دي الهدية اللي هقدمها لامي وانا بصالحها.. فعلا فضلت اذاكر، اسهر على دروسي لحد ما جت الامتحانات، وفعلا جبت درجة عالية، تفوقت..

 

جريت ع البيت بعد ما جبت النتيجة وانا فرحان جدا، امي فتحتلي وكانت معاملتها ليا هي هي، فتور ومش بترد عليا اصلا! اترميت تحت رجليها وفضلت اعيط، قلتلها انا جبت 95% يا امي، ودي هديتك ليا، أرجوكي سامحيني، انا عارف اني غلط، وغلط، غلط كبير كمان، الذنب اللي عملته لو فضلت أعتذر عليه مش هيكون شيء يرضيني ابدا، اوعدك انك هتشوفي شخص تاني خالص، شخص غير اللي عمل الذنب الكبير ده، سامحيني ارجوكي!

 

لقيت امي بعد ما قلتلها الكلام ده وانا بعيط مسكت ايدي وقالتلي:

 

– مفيش ام مبتسمحش ابنها، انا مسمحاك من اليوم اللي لقيتك فيه بتحاول بكل الطرق انك ترضي ربنا وترضيني، من اليوم اللي شفتك فيه رجعت لربنا، وبقيت بتذاكر، وكنت متأكده انك هتجيلي وانت جايب درجة عالية، كنت لازم اصدك لما جت لي واترميت تحت رجلي عشان اسامحك، كان لازم اعمل كده عشان اعرفك اللي عملته مش سهل خالص، ذنب كبير، كنت لازم تحس بالمصيبه اللي عملتها عشان ترجع تتوب لربنا عشان يسامحك…

 

الحمد لله امي سامحتني، ورجعت لحياتي، دخلت كلية هندسة وقابلة البنت اللي اول ما شفتها وقعت في حبها، اتخطبنا وبعد ما خلصنا الكلية اتجوزنا، خلفت بنت زي القمر وسمتها ( مكة) واهو عايش احسن ايام حياتي مع مراتي وبنتي وامي، اللي هما دلوقتي اهم حاجة في حياتي….

 

ربنا لما بيشيل ستره عن البني آدم ويبين ذنوبه لكل الناس بيكون ورا ده نعمة كبيرة، ايوة نعمة كبيرة، اصل معرفش لو كملت في العلاقة المحرمة دي كنت ممكن اوصل لفين، كنت ممكن اعملها تاني وتالت، بس ربنا كان رحيم بيا ان يشيل سترة عني عشان ارجعله ويحوش عني بحر من المعاصي كنت هقع فيه ومش هقدر اخرج منه بعد كده!…

خاتمة

انا سعيد لمشاركة قصة إبن زينة معكم ، و متأكد إنكم سوف تجدونها رائعة ومرعبة في نفس الوقت تخيل إن كانت المرأة توفيت ماذا كان سيحدث لمستقبل الشاب ووالدته و … هذه القصة درس من دروس الحياة، وعبرة للجميع.

أشكركم على قراءة قصة إبن زينة الي النهاية ، القصة باللغة العامية المصرية، سوف يتم تحويلها إلي اللغة العربية حسب طلب الزائرين، لذلك إذا لم تفهم بعض الأحداث أخبرني في التعليقات من فضلك لأعمل على تغيرها إلي العربية الفصحى في أقرب وقت.

القصة مستوحاة من أحداث حقيقة ، وتم نشرها على قناة المحاكاة مع أحمد عبد الكريم، وتم نقل القصة من محمد مهني

Related Articles

بدأ مشروع إسكان المنصورة الجديدة في تسليم 38 عمارة في 1 نوفمبر

قال وزير الإسكان عاصم الجزار إن جهاز تنمية مدينة المنصورة الجديدة بدأ تسليم وحدات إسكان المنصورة الجديدة الدفعة الأولى المكونة من 38 عمارة سكنية يوم الثلاثاء 1 نوفمبر الجاري وتستمر العملية حتى يوم الاثنين 2 يناير 2023.

Responses